الدوري الإيطالي يشهد حدثاً تاريخياً بإقامة مباريات في أحد الفصح لأول مرة منذ 50 عاماً
2025-09-02 01:30:25
سيكون عشاق كرة القدم الإيطالية على موعد مع حدث استثنائي لم يشهدوه منذ نصف قرن، حيث ستقام مباريات كاملة في الدوري الإيطالي يوم أحد الفصح، وهو ما لم يحدث منذ موسم 1977-1978. يأتي هذا القرار بسبب ازدحام جدول المباريات والضغوط المتعلقة بحقوق البث التلفزيوني، مما دفع اتحاد الدوري إلى كسر التقليد المعمول به منذ عقود.
كسر التقليد بعد 50 عاماً من التوقف
من المعتاد في إيطاليا عدم إقامة أي مباريات في يوم عيد الفصح، احتراماً للطابع الديني لهذا اليوم. ومع ذلك، فإن الموسم الحالي 2024-2025 سيشهد استثناءً كبيراً، حيث ستُقام جميع مباريات الجولة الـ33 بشكل طبيعي يوم الأحد 20 أبريل/نيسان 2025. وكانت آخر مرة شهدت فيها إيطاليا مباريات في أحد الفصح قبل 50 عاماً، مما يجعل هذا الحدث نادراً ويثير جدلاً واسعاً.
ردود الفعل: بين الرياضة والاعتبارات الدينية
أثار هذا القرار ردود فعل متباينة، حيث انتقد بعض رجال الدين المسيحيين إقامة المباريات في يوم يعتبرونه مقدساً. من جهته، قال أومبرتو كالكانيو، رئيس نقابة اللاعبين الإيطاليين: “كرة القدم اليوم لم تعد تحترم المواسم الثابتة، فالمباريات تُقام في أي وقت بسبب الالتزامات الدولية والتلفزيونية”. وأضاف: “يجب أن نفكر أيضاً في اللاعبين الذين سينضمون للمنتخب بعد الموسم، مثل لاعبي إنتر ويوفنتوس الذين سيخوضون تصفيات كأس العالم في يونيو”.
مباريات سابقة استثنائية واجهت انتقادات حادة
على مدار الخمسين عاماً الماضية، شهد الدوري الإيطالي مباراتين فقط في أحد الفصح، وكلتاهما كانتا بسبب ظروف استثنائية. الأولى كانت في 2004 بين بيروجيا وإنتر ميلان (3-2 لصالح إنتر) بسبب التزامات الفريق الأوروبية، والثانية في 2009 بين ريجينا وأودينيزي (2-0 لأودينيزي). وقد واجهت هاتان المباريات انتقادات شديدة من الكنيسة الكاثوليكية، حيث اعتبر المتحدث باسم أساقفة إيطاليا آنذاك أن “إقامة المباريات في العيد تشتت المؤمنين عن واجباتهم الدينية”.
السباق على اللقب مستمر رغم الجدل
في الوقت الذي يشهد فيه الدوري الإيطالي هذا الحدث التاريخي، يستمر السباق على اللقب بين الفرق الكبرى. يتصدر إنتر ميلان الترتيب برصيد 71 نقطة، متقدماً بثلاث نقاط على نابولي وعشر نقاط على أتالانتا، مع بقاء ست جولات فقط على نهاية الموسم. ومن المتوقع أن تشهد المباريات المقامة في أحد الفصح إقبالاً جماهيرياً كبيراً، رغم الجدل الديني المحيط بها.
يُذكر أن هذا القرار يسلط الضوء على التحديات التي تواجه كرة القدم الحديثة بين الالتزامات الرياضية والاعتبارات الثقافية والدينية، مما يجعله حدثاً يستحق المتابعة من جميع النواحي.
