الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يحيل لاعب نيس الجزائري إلى مجلس الأخلاقيات بسبب دعمه للفلسطينيين
2025-08-28 06:09:59
أحال الاتحاد الفرنسي لكرة القدم اللاعب الجزائري يوسف عطال، مدافع نادي نيس، إلى مجلس الأخلاقيات التابع له بعد نشره منشورا يدعم فيه الفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة. وجاءت هذه الخطوة بعد ضغوط من عدة جهات فرنسية، بينها رئيس بلدية نيس كريستيان أستروزي والمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، التي اتهمت المنشور بـ”معاداة السامية” و”التحريض على العنف”.
تفاصيل الأزمة
نشر عطال مقطع فيديو على حسابه في إنستغرام أثار جدلا واسعا، مما دفعه لاحقا إلى حذف المنشور والاعتذار. وقال فيليب ديالو، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، في بيان صحفي: “ندين بأقصى درجات الحزم الدعوات إلى العنف التي أطلقها اللاعب، فهي تتعارض مع أخلاقيات رياضتنا والقيم التي تدافع عنها كرة القدم”. وأضاف أن الاتحاد أحال القضية إلى مجلس الأخلاقيات لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
من جهته، نشر عطال اعتذارا واضحا على حسابه، قائلا: “أعلم أن منشوري صدم العديد من الأشخاص، ولم يكن ذلك في نيتي، وأعتذر عن ذلك”. وأكد أنه يدين جميع أشكال العنف في العالم ويدعم الضحايا، مشددا على أنه لا يؤيد أبدا خطاب الكراهية وأن السلام هو قناعته الراسخة.
ردود الفعل وتضامن لاعبي الدوري الفرنسي
في سياق متصل، تعرض اللاعب الأردني موسى التعمري، المحترف في نادي مونبيليه، واللاعب المصري مصطفى محمد، مهاجم نانت، لانتقادات بسبب إعلان دعمهما للفلسطينيين. ومع ذلك، أشادت قطاعات واسعة من الجمهور العربي بموقفهما الشجاع، خاصة في ظل التهديدات الفرنسية بمعاقبة أي تعبير عن التضامن مع فلسطين.
وكان التعمري قد نشر صورة وهو يرتدي قميصا مكتوبا عليه “أوقفوا الحرب على غزة”، بينما غير مصطفى محمد صورته الشخصية على إنستغرام إلى علم فلسطين. وقد أشادت وسائل إعلام عربية بهذه المواقف، خاصة أن كلا اللاعبين يتمتعان بأداء ممتاز في الدوري الفرنسي، حيث حصل التعمري على إشادة رسمية من الدوري، بينما فاز مصطفى محمد بلقب أفضل لاعب في فريقه لشهرين متتاليين.
السياق السياسي والقانوني
يأتي هذا الجدل في وقت أعلن فيه وزير العدل الفرنسي إريك دوبون-موريتي أن التعبير عن التعاطف مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي قد يعرض الشخص لعقوبة تصل إلى 5 سنوات سجن بتهمة دعم الإرهاب.
من ناحية أخرى، تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيدا عنيفا، حيث قُتل أكثر من 1400 إسرائيلي في هجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينما راح أكثر من 2600 فلسطيني ضحية القصف الإسرائيلي على غزة، من بينهم أكثر من 700 طفل، وفقا لإحصاءات محلية.
تُظهر هذه الأزمة مدى حساسية المزج بين الرياضة والسياسة، خاصة في ظل التوترات الدولية المتصاعدة حول القضية الفلسطينية.
