2025-08-04 09:07:50
خرج الجناح البرازيلي أنتوني، نجم مانشستر يونايتد، عن صمته ليروي قصة صعوده من أحياء ساو باولو الفقيرة إلى منصات كرة القدم العالمية، عشية مشاركته مع منتخب بلاده في كأس العالم قطر 2022. في شهادة مؤثرة نشرها عبر منصة "بلايرز تريبيون"، كشف اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً عن طفولته القاسية في حي "إنفرنينيو" (الجحيم الصغير)، حيث كانت المخدرات والعنف جزءاً من حياته اليومية.

"لقد ولدت في الجحيم"
وصف أنتوني طفولته بقوله: "هذه ليست مزحة، لقد ولدت في الجحيم". ففي الحي الذي ترعرع فيه، كان تجار المخدرات يعملون على بعد خطوات قليلة من منزله، وكانت رائحة العنف تفوح في الشوارع. إحدى ذكرياته المبكرة هي محاولة والده إبعاد تجار المخدرات عن المنزل أيام الأحد حتى يتمكن أطفاله من مشاهدة مباريات كرة القدم بسلام.

لكن العنف لم يكن أسوأ ما عاناه. ففي أحد الأيام، بينما كان في طريقه إلى المدرسة، صادف جثة رجل ميت في الزقاق. قال أنتوني: "لم يكن هناك طريق آخر، فاضطررت إلى القفز فوق الجثة والمضي قدماً". مثل هذه المواقف جعلته يعتاد على رؤية الموت، لكنها أيضاً زرعت فيه الإصرار على تغيير مصيره.

كرة القدم: المنقذ من الجحيم
كانت كرة القدم هي المنفذ الوحيد لأنتوني من واقع حياته القاسي. بموهبته الكبيرة، انضم إلى نادي ساو باولو، ثم انتقل إلى أياكس أمستردام عام 2020، حيث لعب تحت قيادة المدرب إريك تن هاغ، الذي اصطحبه لاحقاً إلى مانشستر يونايتد في صفقة بلغت 95 مليون يورو.
رغم سرعة صعوده إلى النجومية، إلا أن أنتوني لم ينسَ ماضيه. قال: "لقد علمتني الشوارع أن أكون قوياً، لكن كرة القدم علمتني أن أحلم". اليوم، يقف على أعتاب المشاركة في كأس العالم مع البرازيل، وهو أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب.
البرازيل في كأس العالم: أحلام كبيرة بقيادة نيمار
يأتي أنتوني إلى قطر وهو جزء من جيل جديد في المنتخب البرازيلي، الذي يضم نجوماً مثل نيمار وفينيسيوس جونيور ورودريغو. بعد تألقه في التصفيات، حيث أنهت البرازيل مشوارها بصدارة المجموعة دون هزيمة، يطمح "السيلساو" إلى إعادة الكأس إلى بلادهم بعد غياب 20 عاماً.
يبدأ أنتوني ومعه البرازيل مشوارهم في المونديال يوم 24 نوفمبر أمام صربيا، في مباراة ستكون اختباراً حقيقياً لطموحاتهم. بالنسبة لأنتوني، هذه فرصة ليس فقط لإثبات موهبته، بل أيضاً لإلهام أطفال الأحياء الفقيرة في البرازيل بأن الأحلام يمكن أن تتحقق، مهما كانت البدايات قاسية.